www.shabab crazy.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اجمد شباب فى الدنيا


    أزمة منع بناء المساجد في سويسرا .. وأزمة المسلم في المجتمع الغربي

    MoRo.LoVe
    MoRo.LoVe
    نائب المدير
    نائب المدير


    عدد المساهمات : 103
    تاريخ التسجيل : 03/12/2009

    أزمة منع بناء المساجد في سويسرا .. وأزمة المسلم في المجتمع الغربي Empty أزمة منع بناء المساجد في سويسرا .. وأزمة المسلم في المجتمع الغربي

    مُساهمة  MoRo.LoVe الأحد ديسمبر 06, 2009 8:00 pm

    أزمة منع بناء المساجد في سويسرا .. وأزمة المسلم في المجتمع الغربي 2009-11-29T203147Z_01_ACAE5AS1L1A00_RTROPTP_2_OEGTP-SWISS-MINIRATES-MR2

    أتابع منذ فترة اللغط الذي دار بسويسرا - والذي يدور في أوروبا منذ أزمنة بعيدة - حول ما يسمى بالاسلاموفوبيا أو الخوف المرضي من الإسلام، والذي تصاعدت وتيرته بعد أحداث 11 سبتمبر ولفت نظري خلال هذه المتابعة - إلى جانب تصاعد مشاعر العداء لكل ما هو إسلامي أو يمت للثقافة الإسلامية بصلة - توجه أغلب الناخبين في أوربا إلى تصعيد التيار اليميني المتشدد في بلادهم

    حدث ذلك في سويسرا ومن قبلها بريطانيا وهولندا، بل وتطور الأمر إلى خروج مظاهرات منددة بما يسمى "الإسلام الفاشي" والذي يقول منظموا المظاهرات إنهم يقصدون به تنظيم القاعدة وما شاكله من تنظيمات متشددة مسلحة فيما لا يفرق أغلبهم بين هؤلاء وبين المسلم العادي ويضعون الكل في سلة واحدة

    والحقيقة أن ما يحدث ليس بجديد، وأقصد به مشاعر العداء والخوف والقلق من الإسلام خاصة في أوربا، ذلك أن أوربا القارة العجوز لم ولن تنسى أبداً أن جيوشها هزمت شر هزيمة وأجليت من القدس وما حولها بعد أن كانت قد وضعت يدها على المنطقة تحت وهم حماية المسيحية والمسيحيين من انتهاكات المسلمين، وهو الأمر الذي نعلم جميعاً كذبه كما نعلم أن تلك الحروب رغم أنها أخذت الطابع الديني إلا أنها في جوهرها لم تك إلا حرباً استعمارية دفع إليها بابا روما وملوك أوربا لاعتبارات عديدة لسنا بصدد الخوض فيها الآن.

    واعتقد أن المتابع للأمور يستطيع الربط بسهولة بين تصاعد مشاعر العداء للإسلام مع تصعيد التيارات اليمينية التي يتفق أغلبها في دول أوروبا على الخوف من المد الإسلامي سواء بالهجرة أو بتزايد عدد المتحولين إلى الإسلام أو ارتفاع معدلات الانجاب بين الجاليات الإسلامية، مما حدا بقيادات هولندية يمينية على سبيل المثال إلى إثارة مشاعر الخوف والقلق من انقلاب التركيبة الديموجرافية للدولة بأكلمها ليصبح المسلمون بها أغلبية في البلاد بعد عدة عقود، لذا تعتزم الدولة (ومعها باقي دول أوربا) اتخاذ إجراءات مشددة حيال تزايد أعداد المهاجرين إليها وخصوصاً من الدول الإسلامية، كما لا يمكننا تجاهل مقولة الرئيس الفرنسي ساركوزي بشأن محاولات تركيا المحمومة للانضمام إلى الاتحاد الأوربي بقوله: إن الاتحاد الأوروبي اتحاد مسيحي ولابد أن يبقى كذلك

    والموقف من تركيا ومن المسلمين بوجه عام موقف تاريخي وايديولوجي يصعب للغاية تغييره، فأوربا لن تنسى بجانب هزيمتها في الحروب الصليبية أن أغلب دولها كانت تحت الحكم العثماني يوما ما، وأن الأندلس كانت في يوم ما معقلاً للمسلمين، ولهذا السبب أيضا وقفت أوربا كلها إلى جانب الصرب في حربهم العرقية البشعة ضد المسلمين في البوسنة والهرسك، وما ذاك إلا خوفاً من قيام دولة إسلامية أخرى في قلب أوربا تغير من ثقافة وعقيدة القارة بعد حين وهم الذين يحاولون قدر جهدهم إبعاد تركيا عن حياض اتحادهم الاقتصادي والسياسي ظاهراً وماذاك في طني إلا لخوف شديد من ضعف وخواء ما يسمى بالثقافة الأوربية من الصمود أمام الثقافة الإسلامية إذا ما فتح المجال أمامها دون قيود او تضييق كما يحدث الآن

    والمشكلة ليست بجديدة على الجاليات المسلمة التي تعيش في أوربا أو حتى في أمريكا، وهي عدم الاتحاد أو العمل على إقامة كيانات شرعية قوية تقوم على رعاية مصالحهم والذود عنهم في حال تعرضهم لأي انتهاكات، وإنما ما يجمعهم فقط - أو أغلبهم - هو الاهتمام بتأمين مستقبلهم ومستقبل أولادهم دون الاهتمام بتصحيح الصورة السلبية التي كان الغرب مستعداً لأخذها من البداية عن الإسلام والمسلمين، او دون تعليم أولادهم كيف يختلطون بالآخر ويبقون على ثقافتهم مع احترام عقيدته وقوانين تلك الدولة ، صحيح أن هناك جهد مشكور يبذل من جانب بعض المنظمات لكنه للأسف ومن الواضح انه ليس بكافٍ والدليل على ذلك هو السماح بانتشار الشعارات التي ترمز إلى المآذن على أنها رؤوس صواريخ دون محاولة تصعيد الأمر قضائياً باعتباره مهين لمشاعر المسلمين او محاولة عمل شعارات مضادة للتيار اليميني المتطرف، او دون وجود جهد قوي ومنظم لشرح أن الحجاب ليس مجرد رمز لديانة وإنما هو جزء لا يتجزأ من الديانة لا يجب الخوض من الأصل أن يطرح لأخذ رأي الناس فيه

    وبعيداً عن مدى أهمية المآذن في حد ذاتها كجزء من مكونات المسجد، وهي أمر ليس بالمقدس ولا الضروري، إلا أن هذه البداية وهذا النجاح في أمر قد نعده نحن صغيراً سيكون له تبعات أكاد أشعر بمدى خطورتها الآن واعتقد أن كافة الجاليات قد بدأت تستشعره، خاصة في ظل السماح ببناء أبراج الأجراس بالكنائس أو وضع نجمة داود على المعابد اليهودية أو غيرها من الشعارات الدينية.. مع العلم بأن حجة أن الإسلام والمسلمين أمور طارئة على أوضاع ثابتة ومستقرة يسهل جداً الرد عليها، وإلا لماذا لا يحظر على أصحاب الديانات الأخرى ممن جاءوا بأعداد أقل وبعد المسلمين التعبير عن دياناتهم وثقافاتهم ؟ ولماذا الشعارات الإسلامية وحدها؟ ولماذا المسلمون وحدهم؟

    لا توجد إجابة سوى أن التيارات اليمينية -واعتقد أن هناك أصابع صهيونية أيضاً وراء الأمر- قد نجحت في جعل المواطن الأوربي يخشى على ما يسمى بثقافته (إن كان لديه ثقافة) أو منجزاته الحضارية والدستورية والحقوقية من هجمة ظلامية تدعو إلى ختان الاناث وقطع يد السارق وذبح الآخرين ولإقامة الحدود عليهم في الشوارع إن هم تجاوزوا ما أقره الشرع وهذا للأسف فهمهم للإسلام، كما أن صمت العالم الإسلامي وضعف الجاليات الإسلامية في توضيح حقيقة هذا الدين والوقوف في وجه من يسبه ويسب رموزه بقوة كما تفعل الجاليات اليهودية في كل من يقترب من خرافة الهولوكوست فتح المجال أمام المزيد من المكتسبات لهؤلاء ليخوضوا المزيد من معارك الترهيب والتخويف من الإسلام وهم مطمئنون إلى ضعف الرد الذي لن يتجاوز بعض الجعجعة هنا او هناك ودعوة إلى مقاطعة منتجات تلك الدولة لا تستمر إلا لعدة أيام يعود بعدها اخواننا في الخليج وغيره إلى السفر لأوربا لقضاء الأوقات الممتعة او ترك الودائع المالية في بنوك الغرب كما هي أو الإقبال على منتجات تلك الدول لعدم وجود بديل جيد لها

    نعم لابد وأن نعترف بأن المشكلة فينا نحن كمسلمين، فنحن نظراً لحالة القمع التي تشهدها كافة الدول العربية وأغلب الدول الإسلامية لم نعتد على قبول بل ونتعجب من مثل هذه القرارات التي تتخذها وتعتمدها الحكومات بناء على تصويتات المواطن حتى وإن تسببت لها في أزمات دبلوماسية أو اقتصادية، فالمواطن هو صاحب الحق والقرار الأول والأخير في إرساء ما يشاء من قوانين أو اتفاقات هامة تمس حياته دون أن تمارس الدولة أي سلطة أبوية عليه باعتباره "غير ناضج ديمواقراطيا" كما قال رئيس وزرائنا الهمام أو أنه غير مستعد بعد لاتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بحياته اليومية كما يقول السادة منظروا تزوير الانتخابات .. أي انتخابات مهما كانت صغيرة حتى وإن كانت لنادي أعضاء هيئة تدريس !!

    علينا أن نعرف أن هناك نظرة سيئة للإسلام والمسلمين في العالم جانب كبير منها ناجم عن عدم فهم الآخر بسبب الانعزال عن الحياة في مجتمع جديد أو لضعف الجهد في شرح طبيعة منظومة القيم والاخلاقيات التي تحكم حياة المسلم بأسلوب يتفهمه الآخر ويحترمه حتى وإن اختلف معه، واعتقد أن نجاح البعض في ذلك مثل الشهيدة مروة الشربيني بأخلاقها وأدبها وتدينها إلى جانب التحامها بمحيطها الغربي وتفوقها في عملها دون أن تفقد هويتها العربية والإسلامية هو ما جعل من حولها من مواطنين ألمان يقفون إلى جانبها في قضيتها ويشهدوا في صفها قبل أن يقتلها ذلك المجرم

    إن نموذج مروة الشربيني وغيرها ممن نجحوا في الاختلاط بالمجتمع الغربي دون خوف هو أفضل النماذج، وهو ما يكسب المسلم احترام الآخرين ويعطي دليلاً على مدى قوة وثبات المعتقد والهوية دون خوف من انهيار أو اضمحلال أو ذوبان في ثقافة الآخر التي تعتبر طارئة وناشئة مقارنة بالثقافة العربية والإسلامية التي أضاءت للعالم وقت أن كان أهل أوربا يتشاركون النساء ويزحفون في كهوف مظلمة .. وصدقوني ما أضاع هيبتنا كعرب وكمسلمين إلا نحن بتخاذلنا وضعف حجتنا أمام الآخر فضلاً عن رضانا بالذل والمهانة وتهميشنا في اتخاذ القرار حتى داخل بلادنا

    فهل يفيق المسلمون من غفلتهم ؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 4:59 am